663 Views
1 Favorite
IN COLLECTIONS
Arabic : Books by Language Books by LanguageUploaded by الكتاب خير صديق on
We're fighting for the future of libraries. Show your support now!
محمد حسين يونس كان من الضباط الذين شاركوا في حرب اليمن، وفي مايو 1967 ذهب إلى سيناء مع وحدته العسكرية، ونشرت الجرائد صور دخول فرقته "الفرقة الرابعة المدرعة" سيناء، وكان يسأل هل هذه حرب أم مناورات وأسلوب ضغط لتحقيق انتصار سياسي؟ وتعرض لتجربة الأسر المريرة، بعد هزيمة بشعة، كانت الصدمة كما يروي هزت إيمان الجميع وثقتهم بأنفسهم، فقد استخدم العدو مع الأسرى جميع الوسائل التي عرفها العالم في معسكرات الأسر النازية، كان الهدف تدمير العقل بالتشكيك في كل شيء حتى يصبح الأسير بلا مقاومة داخلية.
يقول المؤلف عن إسرائيل أنها: لا تملك عمق حضاري يجمع بين الإسرائيليين وهذا يجعل القتل مبررا لجيش لا يوحد بين أفراده إلا السلاح أما الجذور فتتنوع "متنافرة لا أساس يجمعها ولا تكوين" لأن الاسرائيليين ينتمون الى عدة جنسيات وأعراق.
في الرواية يسجل المؤلف:" ... كانوا يوجهون نداءً يقول: أيها الجندي المصري نحن لا نريد بك أي أذى.. عندما تشاهد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ألق بسلاحك، وارقد مادًا يديك أمامك.. جنود جيش الدفاع لديهم الأوامر بأن لا يصيبوك بضرر.. وستقضى فصل صيف ممتعًا على ضفاف البحر المتوسط في ضيافتنا".
ويصف محمد حسين يونس في روايته التسجيلية مشهد وصوله مع آخرين إلى معسكر الأسر قائلا أن الجنود الإسرائيليين كانوا في حالة هياج لا يكفون عن توجيه السباب والضرب للأسرى الذين سقط المئات منهم منهكين من الإعياء ثم حذرهم الحرس الذين كانوا "يطلقون الرصاص فوق مستوى الرؤوس الراقدة مباشرة وهم يصيحون.. ناموا كلكم" في ساحة تحيطها كشافات ضخمة من كل الجهات.
ويقول بطل الرواية وفق "رويترز": "إن الناظر لهذا المنظر يتخيل أنها ابادة جماعية في معسكر من معسكرات النازي وأن اليهود ينفسون عن عقدهم القديمة" في إشارة الى المحارق النازية في معتقلات الزعيم الألماني أدولف هتلر.
ويؤكد بطل الرواية أن اليهود في أرض فلسطين التاريخية قبل إنشاء اسرائيل عام 1948 كانوا "مجموعة من الصهاينة يحاولون عمل وطن قومي لهم يهربون فيه من اضطهاد دول العالم كما يقولون... عام 1956 "حين وقع العدوان الثلاثي على مصر" عرضت إسرائيل نفسها على بريطانيا كأداة لحماية مصالحها بمنطقة الشرق الأوسط وتأمين قناة السويس ثم على فرنسا لضرب ثورة الجزائر عن طريق كسر شوكة مصر.
أما في 1967 فكانت الحرب تتويجا لخطة أمريكية هدفها الإنهاء على الروح والخط الثوري المتحرر في المنطقة والذي كان يقوده ـ الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر... لتفرض أمريكا ارادتها السياسية والاقتصادية على المنطقة".
ويقول أن الإنسان حين يصبح وجها لوجه أمام الموت يتملكه شعور غير معتاد ويكون سلوكه أكثر اتساقا مع نفسه وتأخذ الأشياء والرغبات حجمها الطبيعي "حتى الحياة نفسها" تكون هينة.
ويستعرض المؤلف بعض مشاهد الإهانة حيث جيء بالمجندات من أجل الفرجة على الأسرى "الغريب أن القلوب الرقيقة والعيون الحساسة لم تدمع لسحق الانسان لأخيه الإنسان وإذلاله" قبل أن يتم نقل الأسرى في سيارات نقل كبيرة مكشوفة بأسلوب غريب تتداخل فيه السيقان وهي طريقة "يصعب أن تستخدم حتى في شحن الحيوانات" لكن بطل الرواية ينجو من طريقة الشحن هذه حين يناديه أحدهم طالبا الهبوط لركوب حافلة سياحية فاخرة.
وفي الحافلة يقدمون له سجائر ومشروبا كحوليا ثم ينبهه السائق الأنيق وهو مهندس أيضا إلى بعض الأمور ومنها أن اسرائيل بلد متقدم "ونحن نحب السلام... نحن لا نريد إلا أن نعيش في أمان فقط" قبل الوصول إلى معسكر آخر بدا قائده الأبيض وفق المؤلف "متغطرسا.. كأنه جنرال ألماني نازي".
ويصف يونس معسكر عتليت الذي أعده الاسرائيليون للأسرى المصريين قائلا أنه قريب من حيفا على شاطيء البحر المتوسط وبناه البريطانيون "أثناء احتلالهم لفلسطين" وسجنوا فيه اليهود الذين تدفقوا على فلسطين لكن "العصابات الصهيونية قامت بمهاجمة المعسكر أكثر من مرة وتهريب اليهود المعتقلين" إلى داخل فلسطين ثم تحول المعسكر إلى مكان لاستقبال المهاجرين اليهود بعد إنشاء إسرائيل لقضاء عدة أشهر يتعلمون فيها اللغة العبرية وبعض المباديء الخاصة بأهداف قيام الدولة التي تأسست على عجل بمباركة القوى الكبرى التي سارعت إلى الاعتراف بها.
663 Views
1 Favorite
Uploaded by الكتاب خير صديق on